النجم البرازيلي رونالدينهو من أزقة البرازيل إلى قصور إسبانيا

لقد عاش حياة بائسة مشحونه بالبؤس والأمل ذاق من خلالها مرارة الفقر والحرمان إلى درجة أنه لا يجد في بعض الأحيان ما يخفف عليه وينسيه جوعه قبل منامه تلك هي بدايات النجم رونالدينهو.
عاش يتيما بعد أن أصيب والده بنوبة قلبية في حوض السباحة أمام عينيه في المنزل الذي اشتراه نادي غريميو للعائلة ، ولم يكن عمر رونالدينيو سوى 10 سنوات فقط ، وقبل وفاة والده الذي لعب في صفوف كروزيرو في السبعينات لكنه لم يحترف بسبب التزاماته العائلية ، توقع أن يصبح ابنه رونالدينيو نجما كرويا لامعا منذ أن رآه وهو يداعب الكره في سن التاسعة .
الوفاء لوالديه
تلك هي صفة وسمة ملازمة لهذا الساحر والأسطورة حيث تحدث في برنامج معين عن معاناته وألمه وقال (( في قلبي جرح عميق ولكنها سنّة الحياة )) ، وتحدث إلى مذيع البرنامج يحكي قصة معاناته في الصغر وتحديدا والدته دونا وهي تغادر المنزل لكي تعمل كمنظفة في أحد المطاعم .
وبعد أن أصبح محترفا في نادي غريميو وتحسن أحواله وظف لأمه شغالتين تخدمانها طوال النهار والليل، وهذا ما جعل البرازيليون يحبونه ويكنون له كل مشاعر الحب و يدركون أكثر من غيرهم السر الذي تخفيه تلك الابتسامة العريضة التي لا تفارق شفتيه.
عبقرية منذ الصغر
كما هي حياة النجوم فقد كان رونالدينهو مقلدا بارعا في صغره لأساطير الكره ماردونا وريفلينو ورنالدو أيضا ،وتحديدا في البطولة المدرسية حيث تحدث أحد أصدقائه بأن مدرستهم فازت على أخري 23/صفر وكلها جاءت بمجهود هذا الساحر.
وكان هذا التميز والانجاز موضع مراقبه كبيره من جانب المدرب رودغير زيمرمان الذي ضمه في نفس السنة إلى منتخب البرازيل تحت الـ17 سنه بعد أن غادر مقاعد الدراسة غير أسف لها .
في عام 1997 فاز رونالدينهو بكأس العالم للناشئين في مصر وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة , وقد ساعده هذا الانجاز كثيرا لأن يصبح في الفريق الأول لغريميو .
وفاز رونالدينهو مرتين بلقب الهداف مع ناشئي غريميو ويعتبر أجمل هدف سجله في بدايته عندما كان في سن الـ17 تخطى حينها 5 لاعبين وأرسل كره ساقطة فوق حارس المرمى و دعم هذا الهدف رصيده في عالم الاحتراف ،وقد تم تمديد عقده مع النادي في فبراير 1998 حتى 2001.
وجه السعد سلسوورث
على الرغم من مدح لازاروني مدرب غريميو دائما له لم يحظى رونالدينهو بمركز ثابت عنده واستمر هذا الجحود أيضا بالمدرب ادينيو الذي تولى المهمة بعده .
إلى أن تسلم المدرب سلسوورث المهمة عام 1999 فأعطاه مركزا ثابتا في التشكيلة تفجرت عندها كل طاقات لاعبنا الرائع وأستطاع أن يسطر أعذب ألحان السامبا في كرة القدم . وفاز الفريق بكأس الجنوب وبطولة ريو غراندي دوسول مما حذا بالمدرب لوكسمبورغو في ضمه لتشكيلة المنتخب أثناء التحضيرات لكوبا أميركا في البارغواي عام 1999 وقد سجل في تلك البطولة سبعة أهداف كان أجملها على الإطلاق هدفه في مرمى فنزويلا .
وقد زاد هذا الهدف من شهرته وبات اسمه على كل لسان في أوربا، وبعدها تفتحت عيون الأندية الكبيرة عليه.


انجازات تاريخية
وفي كاس القارات التي أقيمت في المكسيك قال رونالدينهو كلمته وبكل قوه أثبت حينها قدرته كهداف عندما افتتح الرباعية أمام ألمانيا ، وسجل هدفا رائعا أمام أمريكا بالرأس وهدفا أيضا أمام السعودية ، وبالرغم من الطقس الممطر فقد حافظ على تحركاته الخطيرة أمام المرمى ، وبالرغم من خسارة البرازيل للبطولة فقد اختير رونالدينهو نجم البطولة بعد تسجيله 5 أهداف في ستة مباريات ، وبعد عودته إلى بورتو ألغيري شعر بفخر كبير حينما وجد جماهير غريميو تنتظره في المطار مرحبة أكبر ترحيب بنجمها الكبير ، وشارك رونالدينهو مع المنتخب الأولمبي في تصفيات أولمبياد سيدني 2000 ويفتخر كثيرا بأهدافه التسعة مع المنتخب في التصفيات وتوج كهداف لتلك التصفيات ، والجميع يتذكر كأس العالم الأخيرة والتي كلل اللاعب مجهوداته الرائعة بفوزه بالكأس وإضافتها إلى خزائن المنتخب للمرة الخامسة في تاريخه ولعل الهدف الذي سجله في مرمى انجلترا وتحديدا سيمان سيبقى عالقا في الأذهان وينم على قدرة هذا الداهية التسجيل من أي مكان في الملعب ، ولم يتوقف عند هذا الحد بل حصل على بطولة كأس القارات والتي أقيمت في ألمانيا العام الماضي بعد أن جددت البرازيل فوزها على ألمانيا في إعادة لذكريات مونديال 2002 .


ولم يتوقف الأمر عند المنتخب فقد حقق مع ناديه برشلونة لقبين من الليجا الإسبانية الموسم الماضي والحالي وكذلك فوزهم بدوري الأبطال .